مما لا شك فيه أن التراث يعتبر ذاكرة الأمة ومرجعيتها ، فهو الأداة أو النافذة التي مـن خلالـها نتعـرف علـى الحياة الاجتماعيـة والاقتصاديـة والثقافيـة وكـذا عـادات وتقاليـد هـــذا المجتمـع الذي خلـف هذه الثروة للأجيال المقبلة والتي كانت نتيجـة ممارسة نشاطات يومية . فهذا الإرث أو الموروث الثقافـي إرث للجميـع والمحافظـة عليـه مهمـة الجميع، لا ينبغي أن تقتصر فقـط علـى المؤسسات المهتمـة بهـذا المجال (المتاحف ، الحظائـر الثقافيـة ، مراكـز ومخابـر المخطوطات....) وإنما المجتمـع المدني له كلمتـه فـي هـذا، ومساهمتـه تلعب دوراً فعـال مـن أجـل المحافظـة على التـراث و تطويـره و النهوض به. على سبيل المثال الجمعيات و البلديات والمدارس التعليمية باستطاعتهم تنظيم أيام تحسيسية لفائدة سكـان المنطقة ،قصـد تعريفهم بتـراث منطقتهـم وأهميتـه وسبل المحافظة عليه و الدوافع والأسباب التـي دعت إلـى حمايتـه ،فهـذا العمل بالتأكيـد يعطي ثماره شـرط استمراره ،حتى يصبح الوعي الثقافـي والتراثـي مـن نصيب الجميـع وهكذا يصبح تراثنا يبتعد شيئاً فشيئاً عن الخطر الذي يتربص به نتيجة الجهل واللامبالاة. يقـول الخبيـر المتخصص فـي التراث العمراني والعولمـة الاقتصاديـة الدكتـور وليـد أحمـــد السيد " أن أهميـة التـراث لا تنبـع فقـط مـن كونه الوعـاء الناقـل للحضارة عبـر الأجيـال ، بـل يقتـرن بموضوع الهويـة كونهما مـن تجـليات وإفـرازات الثقافـة المحليـة والإقليميـة، لافتـاً إلـى أهميـة التـراث كـوسيلـة ناقـلة للحضـارة والثقافــة المحليـة والإقليميـة والمعبـر عــن المراحـل التي تعاقبت على ذاكرة وتاريـخ الأمـة. فكـل ما يمكن أن نستنتجـه من قوله هـو أن التـراث هـو الهويـة هـو الحضارة هـو التاريخ هـو الذاكرة هو الأمة ..... فكيف لنا أن نتركه يضيع من بين أيدينا؟ ضياعه خزي وعار علينا و بقائه شـرف وعـز لنـا.
عبد القادر-س