رقصة يشو
إن من اغرب الرقصات الفلكلورية وابعثها على الفضول لكشف حقيقتها وتفاصيل أحداثها هي هذه الرقصة .
والتي يشكل كل الحاضرين أثنائها حلقة وهم جلوس ويتخذ أعضاء فرقة الإيقاع والذين اشتهروا وعرفوا بمنطقة توات الوسطى أنهم أنفسهم (المداحة) الذين يحملون أدوات الإيقاع في رقصة (الحضرة) يتخذون مكانا لهم في هذه الحلقة ويحملون كما أسلفنا الذكر (دفا) أو ما يسمى محليا ب(الطارة) وكذالك ما يسمى (البقال)..
وحقيقة تسمية هذه الرقصة ليس(ايشو) وإنما هو(بركا يشو) وإنما اخذل لها هذا الاسم لان (يشو) كان عينا من أعيان اليهود كما اخبرنا الأستاذ الباحث مختار سلطاني الذي قال : (بركا يشو هو عبارة عن كرنفال شعبي نصح به فقهاء مدينة القنادسة التي تعود أصول نشأة هذه الرقصة إليها وهي تؤدى يوم عاشوراء وهو اليوم الذي يوافق وفاة الحسين ابن علي رضي الله عنه وبسبب الحزن الكبير عليه كانت تغيب مظاهر الحياة العادية مثل إقامة المنسج والصباغة وتحفيظ القران وغيرها واقترح العارفون والفقهاء يومها أن يقوم كل حي بنشاط فقام أهل حي من أحياء الققنادسة بإلباس واحد منهم لباسا مما يعرف محليا ب(الفدام) أو ليف النخيل بني اللون قابل للاشتعال يلبسه زيا تنكريا لا تطهر منه إلا عيناه ويدور وسط الحلقة ومعه مساعد يحاول أن يبعد عنه كل من يحاول اذايته بإشعال النار فيه ويردد الحاضرون حينها مجموعة من القصائد الشعبية ذات الإيقاع واللحن المناسب لهذا الطبع الفلكلوري )
ويبدؤون تلك الأغاني دائما بقولهن :
يا دني دان دان داني داني يا دان دان دانييا داني
ثم يؤدون القصيدة وفي الأخير يقولون :
صلى الله على المصطفى سيدنا محمد نرجا شفا عتو
ويؤدي أبيات القصيدة (المداحون ) ويردد الحضور ما يسمى ب(المرجوعة ) ثم في الأخير ينادون جميعا وكأنهم يصيحون ويقولون : اشو هشو.
وهي للزيادة في سرعة الإيقاع والرقص في الوقت نفسه,وهذه الكلمة بربرية الأصل وتعني يا يشو ادعه إلى الحركة بتحريكه وبث روح النشاط فيه .
ومنطقة توات ليست الوحيدة في تذكر هذه المناسبة والاحتفال بها أي وفاة الحسين ابن علي كرم الله وجهه بل كذالك في مصر(وقد كانت عادة النواح على الحين في يوم عاشوراء تجرى في القاهرة إلى زمن قريب )
وقد زاد الحد ببعض الباحثين إلى أن شبهوا ما قام في وفاة الحسن ابن علي من ممارسات بذكر ادونيس اليونان
ونشير ان رقصة (يشو ) تمارس بمنطقة توات الوسطى ويذكر إلى أنها كانت تمارس بمنطقة بني عباس ببشار.