طرق ووسائل تعزيز حب التراث لدى النشء 1

تعزيز حبّ التراث لدى الناشئة؟
يمثل التراث الوطني بكل مكوناته من تراث مادي وغير مادي وغيرها سجلاً حياً لتاريخ وطننا وحضاراته السابقة، كما أنه يمثل شاهداً على إسهامات أجدادنا في تأسيس هذا الكيان، إضافة إلى أنه يجسد عادات أجدادنا وأسلوب حياتهم. فالدول المتحضرة في هذا العصر تولي إهتمام بالغ بتاريخها وتراثها الذي تعتبره مصدر اعتزاز وفخر ،فمن لا ماضي له لا حاضر له، فبات الاهتمام بالتراث من ملامح التحضر والثقافة والتطور. ولزرع جيل يهتم بهذا التراث ويطوره في المستقبل، فلابد من ترسيخ حب التراث والاهتمام به لدى الجيل الجديد، فكيف نعزز حب التراث لدى النشء والانتماء له ؟.
فتعزيز حب التراث لدى النشء يأتي من خلال الأنشطة المدرسية والرحلات والمسابقات وغيرها، و من خلال التعلق بالملابس التراثية وزيارة المتاحف والمواقع التراثية خاصة إذا ما صاحب هذه الرحلات والأنشطة شرح عن أهمية تراثنا الذي هو سجل حي لتاريخنا وتاريخ أجدادنا.
فلا بد من بذل المزيد من الجهد و الاهتمام من قبل المدارس والهيئات التعليمية والأسرة لتعليم أبنائهم حب التراث والعادات والقصص التراثية وزيارة المواقع والمباني التراثية التي شهدت تأسيس بلادنا وقيامها. على أن توضع برامج توعوية وإنشاء مواقع على الإنترنت تكون مخصصة للتراث، وكذلك تحبيب الأطفال والشباب في التراث من خلال الملابس التقليدية والألعاب التراثية، وبرمجة فعاليات ومهرجانات في هذا المجال ،فالرحلات المدرسية لا تكفي ما لم تصاحب بأنشطة تعليمية ومناهج تعزز هذه الثقافة لدى الطلبة والطالبات.
فتعزيز حب التراث والافتخار والاعتزاز بالانتماء إليه لدى النشء يكون عن طريق إستراتيجية وتخطيط محكم يشارك فيه الجميع بدءاً من الأسرة ، المدرسة ، الجمعيات الثقافية والتراثية ، الجماعات المحلية ،قطاع السياحة ،قطاع الثقافة ،قطاع الإعلام...الخ.
*الأسرة: فللأسرة دور في إعداد جيل يهتم بتراثه وذلك من خلال تنظيم رحلات أسرية إلى المواقع الأثرية و متاحف الآثار و خزائن المخطوطات إلى غير ذلك ،على أن يكون هذا البرنامج متواصل حتى نرسخ مدى أهمية تراثنا والحفاظ عليه في نفوس أبنائنا.
ونشير هنا إلى أن زيارة الآباء مع أبنائهم لهذه المواقع وخاصة القصور التراثية التي عاش فيها هؤلاء الآباء وذكر قصص وتاريخ هذه القصور هي من الأشياء المهمة التي تحبب التراث لدى النشء وتسهم في تعلقه بها. ولذا فإن على الأسرة والمجتمع مسؤولية تعزيز حب التراث والاعتزاز به لدى النشء سواء من خلال الوسائل التعليمية أو الإعلامية أو الثقافية وغيرها.
*إدخال التراث في المناهج التعليمية المدرسية:
يجب على المنظومة والبرامج التعليمية أن لا تخلو من مناهج خاصة بالتراث قصد التعريف به و أهميته وطرق الحفاظ عليه  فأصبح إدخال التراث كمادة أو كدروس منضوية تحت مادة من المواد كمادة التاريخ مثلاً مطلوباً بشدة في الوقت الحالي إذا أردنا أن نكون شباب يولي اهتماماً كبيراً بهذا القطاع الذي يعبر عن حضارة وهوية الشعوب والأمم.
فتعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً حياً في المحافظة على التراث ،حيث سخرت كافة الجهود والطاقات لحفظه وتوثيقه وصونه من الإندثار والضياع ،وتقريبه من الإنسان الإماراتي بشتى الوسائل والطرق ،كما تم دمجه ضمن المناهج التعليمية تتويجاً لتلك العناية وذلك الاهتمام.
*الرحلات التربوية الهادفة :  
هناك بعض المدارس تقوم بتنظيم رحلات ترفيهية لأماكن لا تفيد التلميذ أو الطالب في شيء كالأسواق التجارية والشواطئ وللمناطق طبيعية الخلابة بجمالها، ويهملون الرحلات الهادفة مثل زيارة المتاحف والأماكن الأثرية التي تعود بالفائدة على الطلاب. والاهتمام بهذا الجانب أكثر من ضروري لأن «مثل هذه الزيارات تربط هذا الجيل بالماضي». وعلى المؤسسات السياحية والثقافية العمل على إعداد نشرات توعوية تبرز الأماكن الأثرية، وتنظيم مسابقات خاصة لطلاب المدارس والجامعات حول تصوير المواقع والتحف الأثرية، بهدف تشجيعهم على زيارة تلك الأماكن والتعرف عليها.
فالرحلات التربوية التعليمية والسياحية المتكاملة يجب أن  يكون فيها مرشد سياحي وتكون منظمة وموجهة لمواقع جذابة على أن تكون آثارها الإيجابية كبيرة، وأبلغ تأثير للنشء هو أن يزور هذه المواقع ويعيش أجواءها ويتعرف على المعلومات المتعلقة بها، فالإطلاع على المواقع في الكتب لا تكفي ما لم تدعم بزيارتها.
*وهنا نتحدث قليلاً عن تجربة السعودية في هذا المجال:
حيث أوضح المدير العام للبرامج السياحية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الهيئة اهتمت بربط النشء بتاريخ وتراث وطنهم من خلال عدد من البرامج والأنشطة التي كان من أبرزها برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي نفذته الهيئة بالتعاون مع وزارة التعليم خلال السنوات الماضية وتم خلاله تنظيم رحلات للطلاب لمئات المواقع التراثية، إضافة إلى عدد من الأنشطة والبرامج التثقيفية والإعلامية. وأضاف: إن الهيئة عملت على تنظيم عدد من المهرجانات التراثية السنوية في مناطق المملكة وإقامتها في المواقع التراثية، وتشمل فعاليات وألعاب تراثية تعرف النشء بعادات الأجداد وتحببهم في التراث ومواقع التراث، حيث تحظى هذه المهرجانات بإقبال كبير من المواطنين.
وأكد أن من أهم البرامج التي بدأت الهيئة في تنفيذها في هذا الجانب هو برنامج (عيش السعودية) والذي يمثل برنامجاً وطنياً هاماً يجول بالنشء في مناطق المملكة والمواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية، ليتعرفوا على تراث وطنهم ومعالمه التاريخية والحضارية والسياحية، وليتعايشوا