[size=19]كلمتان حبيبتان إلى الرحمان , خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .فيرددون هاته التسبيحة مائة مرة , وبعد ذالك يصلون على المصطفى صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا، و كان يُتبعها رحمه الله بقراءة الأدعية المأثورة في هذا الباب , والختمة التي اختارها مشايخنا الكرام وساداتنا الفضلاء, و قد أوردناها كما هي من الأصل في الملاحق[/size][size=19] .
وإذا انتهى رمضان ,وجاء العيد كان رحمه الله يشتري للطلبة لباسا جديدا فضلا عن المحتاجين من أهل البلدة , كان يرسل القماش لأحد الخياطين في البلدة ويبقى يخيط حتى ليلة العيد, فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته آمين .
أما في المولد النبوي الشريف , فمن بداية الشهر يشرعون في قراءة قصائد المدح للمصطفى {ص}, كالهمزية وغيرها من قصائد المدح , وفي اليوم الثاني عشر يتوجهون إلى قصر تيلوت , فيقرؤن القصائد من الصباح وفي المساء تكون الفاتحة
ويتواصل المدح للمصطفى {ص}لأسبوع كامل , ثم بعد ذالك يختمون المديح بفاتحة جماعية تحضرها الجماعة, وذالك بخلوة الشيخ سيدي البكري .
وإن أردنا الحديث عن علوم الرجل فقد كان يحفظ أهم المتون الفقهية والنحوية كالمختصر والألفية وغيرهما , بالإضافة إلى حفظ صحيح البخاري الذي كان يحفظه عن ظهر القلب فقد ذكر لي جدي الشيخ سيدي الحاج عبد القادر وغيره من العلماء العاملين الذين عاصروا الشيخ ودرسوا عنده , أنه كان يقرأ البخاري مع مجموعة من الطلبة , ويحضر الشيخ يستمع فما كان أحد منهم يخطيء في قراءة سند أو يغير لفظا إلا ويجيبه الشيخ ويعيد عليه قراءة الحديث من أوله إلى آخره , وكان من أوائل الطلبة الذين قرؤوا معه البخاري الشيخ سيدي الحاج أحمد نومناس , والشيخ الحاج عبد الكريم التنلاني , وغيرهم من الطلبة المتفوقين ,فرحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته آمين يارب العالمين .
ولما كان الشيخ سيدي أحمد رحمة الله عليه رجلا تقيا ورعا , أجرى الله سبحانه وتعالى على يديه الكثير من الكرامات , فمن جملتها ما نسوقــه إن شـاء الله :
ذكر الشيخ سيدي الحاج محمد بلكبير رحمة الله عليه أنه ذات مرة طلب منه الشيخ أن يتوجه معه إلى زيارة الولي الصالح سيدي عبد الرحمان بنومناس , فاستغرب الشيخ لذالك , وسبب استغرابه أن الزمن كان صيفا, وظل الشيخ يطرح تساؤلاته ,والعجب والدهشة تأخذه , لكن وفي لحظة من اللحظات وقفت عليهما غمامة أظلتهما حتى بلغا مقصدهما , ورجعا بنفس الطريقة , فحمد الله وأثنى عليه الثناء كله , وقرأ قوله تعالى: { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون , الذين ءامنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيواة الدنيا وفي الاخرة.} صدق الله العظيم .
ومما يرويه الشيخ كذالك أنه ذات مرة توجه هو وبعض زملائه للعشاء عند أحد الأصدقاء في البلدة , ولكنه لم يأخذ الإذن من الشيخ بل ذهب خلسة , وذالك بعد أن نام كل من في المدرسة , وتحققوا أيضا من أن الشيخ لم يعد له أثر في المدرسة , لكنهم ما إن دخلوا المجلس , وبدأ الدرس كالعادة , حتى بدأ الشيخ يلمح لهم , وعرض لهم صراحة جميع ما فعلوا , فاعتذروا لذالك الصنيع وما عادوا إليه أبدا .
ومما يذكر كذالك أنه ذات مرة أرسل مبعوثه الخاص وقتها وهو الشيخ سيد الحبيب بن عومر إلى أدرار المدينة كي يقضي لهم بعض المصالح , وقضى التلميذ جميع مرغوب الشيخ لكنه ماإن وصل إلى مشارف قصر بني تامر حتى قامت عليه زوابع رملية , وذاك يوم أحد وبعد صلاة المغرب , فضاعت الطريق من التلميذ , وظل يستصر خ مستنجدا , ولكن لا حياة لمن تنادي , حتى قال في قرارة نفسه : لو لم يرسلني الشيخ لما تعرضت لما أنا فيه , وما إن أتم هاته الجملة من فيه كما ذكر رحمه الله وروى حتى نادى عليه الشيخ سيدي أحمد من مجلسه بتمنطيط ,وقال له: تتبع ضوء المصباح , وخذ الطريق , فقال رحمه الله أنه رأى الضوء وظل يسمع الهمزية وكأنه واحدا ممن حضر المجلس , فرحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته , آمين يارب العالمين.
وقد تخرج على يده العديد من العلماء والمشايخ, كان من بينهم : ابنه الشيخ سيدي الحاح عبد القادر وأخوه الشيخ سيدي الحاج البركة , والشيخ سيدي الحاج احمد نومناس, و الشيخ سيدي الحاج محمد بالكبير,والشيخ سيدي مولاي سالم زاوية كنتة , والشيخ سيدي الحاج محمد العالم البكراوي , والشيخ [/size]