[size=19]وأغناهم إذا[/size][size=19] نظرت لما ينفقه في سبيل الله , فقد كان عدد الطلبة في ذالك الوقت الصعب يفوق الستين تلميذا .وكان رحمه الله يبقى في بيته إلى أن يحين وقت صلاة الظهر عندها يخرج إلى المسجد للصلاة , وبعد ذالك يعود لبيته لإتمام أذكاره وأوراده الصباحية وزيادة عليها حتى يحين وقت صلاة العصر فيتوجه للصلاة , ويعود بعدها إلى البيت فيشرب الشاي مع أبنائه الشيخ سيدي الحاج عبدالقادر والشيخ سيد الحاج البركة , وغيرهم من الضيوف والأحباب[/size][size=19] .
ثم يعود لأذكاره حتى صلاة المغرب فيصليها مع الناس جماعة ,ثم بعد ذالك يبدأ الطلبة في قراءة الخمسة أحزاب أولا ,ثم بعد ذالك يقرؤن الحزب الراتب جماعة , ثم تصلى العشاء .
أما إذا كان اليوم يوم أحد فإنهم يقرؤن متن الهمزية بحضور الشيخ سيدي أحمد , وبعد نهايتها يقرؤن قصيدة الشيخ ابن اب المزمري التي يتوسل فيها بالمشائخ الكرام , والسادات العظام .
أما في يوم الأربعاء فكان رحمه الله يختصر الدرس ويقول : إن الأربعاء مبنية على التخفيف .
وفي المساء وبعد صلاة العصر كان يقرأ مع الطلبة والحاضرين قصائد في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم , وفي مدح السادات الأخيار .
وفي يوم الخميس كان رحمه الله يتوجه صباحا إلى مقبرة الشيخ سيدي ناجم ,
فيد خلون الضريح ويقرؤن السلكة , ثم بعد ذالك يختمونها جماعة هوو الطلبة والحاضرون من أعيان البلدة , بعدها يتوجه بالدعاء لعموم الأموات , عملا بقوله : صلى الله عليه وسلم : كنتم نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها , وقد قال خليل : وزيارة القبور بلا حد.
وفي يوم الجمعة كان رحمه الله بعد صلاة الضحى يخرج للطلبة فيقرؤن قصائد في مدح المصطفى {ص} وقصائد أخرى في التوسل به وبجاهه {ص }.
أما إذا كانت ليلة من الليالي المباركة كليلة النصف من شعبان , فكان رحمه الله يقرأ الهمزية بالكامل وقصائد في مدح المصطفى {ص}حتى مطلع الفجر , ومما يروى عنه رحمه الله أنه ذات مرة من صلاة العشاء جلس جلسته المعهودة , ووضع الشيخ سيد الحاج محمد بلكبير رجله تحت رجل شيخه , فما رفعها التلميذ ولا رفعها الشيخ حتى طلع الفجر وانفض المجلس , وذكر لنا الشيخ سيدي الحاج محمد العالم البكراوي أن الشيخ سيدي أحمد كان يحضر إبنه سيدي الحاج عبدالقادر وهو صبي صغير للقراءة معهم , وما ذاك على حسب ما روى لنا إلا لحلاوة في صوته , وحتى يعتاد على الأمر.
وفي شهر رمضان المبارك , كان رحمه الله يقرأ صحيح البخاري , وهو أمر أحدثه بعد انقطاع , لأنه لما توفي الشيخ سيدي محمد العالم وسيدي امحمد بن أحمد البدوي , لم يعد يقرأ الصحيح في تمنطيط .
كان يقرؤه مع رفيق دربه , وصديق زمانه: القاضي سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق , كانوايبدؤن قراءته من 17شعبان ,ويختمونه في 26من شهر رمضان المبارك ,ووقت قراءته كان بعد صلاة الصبح , وعند الضحى ,وبعد صلاة الظهر , وبعد صلاة العصر إلى المغرب .
وكان الشيخ يبدأ قراءته بهاته التصلية على المصطفى صلى الله عليه وسلم :
الحمد لله أفضل المحامد على كل حال , والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد المرسلين , نهاية ما ينبغي أن يسأله السائلون , ورضي الله تعالى عن ساداتنا أصحاب رسول الله أجمعين , جبر الله صدع قلوبنا , وغفر جميع ذنوبنا , وجعل جميع استعدادنا لمعادنا , وتوفر دواعينا فيما ينجينا ويقربنا إليه تعالى زلفى , ويحظينا بمنه وكرمه آمين .
وكان يختم قراءته بمايلي :
اللهم صل أفضل صلواتك على أشرف مخلوقاتك ,عدد معلوماتك , سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما{10}مرات , سبحانك اللهم وبحمد ك أشهد أن لا إله إلا أنت ,أستغفرك وأتوب إليك , عملت سوءا , وظلمت نفسي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .
وفي اليوم الذي يختم فيه البخاري , تجد الفرحة تعم الجميع , والسرور يأخذ الصغير قبل الكبير , والمعلوم أن الكتاب الأول من البخاري , يتم ختمه قبل رمضان , والثاني والثالث والرابع يختمونه في رمضان , وذالك يوم السادس والعشرين عند الضحى.
وقبل ختمه يتوافد الأعيان من جميع القصور والجهات ,ويحضر المجلس الخاص والعام, وعندما يجتمع الحاضرون يبدؤن بقراءة ما تبقى من الصحيح , وصولا لآخر حديث فيه وهو قوله صلى الله عليه وسلم [/size]