مع هذه المواقع ويتفاعلوا معها لا أن يقرأوا عنها في الكتب فقط بالإضافة إلى تعريف الشباب عن قرب على تراث وطنهم الحضاري والذي تعبر عنه المواقع التاريخية والأثرية والحضارية والحياة الاجتماعية والثقافات المتنوعة التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة. مشيراً إلى أنه تشارك الهيئة في تنفيذ البرنامج كل من: إمارات ومجالس التنمية السياحية في المناطق، ووزارة التعليم، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة الثقافة والإعلام، ودارة الملك عبدالعزيز، وشركة أرامكو السعودية، والخطوط الجوية السعودية، وشركة ناس، وشركة الاتصالات السعودية.
وأضاف: يستهدف البرنامج في مرحلته الأولى تمكين مليون طالب من زيارة مواقع في أرجاء الوطن لتعزيز الانتماء لوطنهم، والاعتزاز بتاريخه ومكوناته، ويشمل البرنامج في مرحلته الأولى فئة الشباب وبخاصة طلاب المدارس الثانوية والجامعات، ويشمل الشباب من الجنسين ومن مختلف مناطق ومدن المملكة، ويتم اختيار الشباب المشارك بناء على معايير يتفق عليه مع الشركاء، وسيشمل البرنامج في مراحل لاحقة فئات المجتمع الأخرى.
فلما لا نستفيد من تجارب الآخرين وتكون هناك برامج سياحية مثلا: جزائرنا الجميلة ،اكتشف هويتك من إعداد قطاع السياحة و الثقافة بالتعاون مع قطاع التربية والتعليم العالي موجهة للطلبة .
*وسائل الإعلام وتأثيرها على الشباب:
تعتبر فئة الشباب أكثر الفئات المجتمعية عرضة لتأثيرات وسائل الإعلام المختلفة والمتنوعة (التلفزيون ،الإذاعة ،الانترنت ،وسائل التواصل الاجتماعي ،الصحف والمجلات وغيرها).كونهم يقضون فترات طويلة باستعمالها إلى جانب انجذابهم إلى الطرق الغير التقليدية التي تعرض المعلومات بها على هذه الوسائل ،ومن هنا فإن وسائل الإعلام كفيلة بإدخال العديد من الأفكار في عقول الشباب منها توجيه الشباب نحو الاهتمام بالتراث والعمل على حفظه وصيانته و نشره وذلك من خلال:
- إعداد الحصص والبرامج والتقارير التلفزيونية والإذاعية موجهة لفئة الشباب قصد التعريف بتراثنا المتنوع وضرورة الاهتمام به.
- تأسيس مواقع تراثية على شبكة الانترنت تبنى على قواعد وأسس متينة وكفاءة تسييرها ،على أن تكون هذه المواقع تابعة لمديريات السياحة والثقافة حتى تكون المعلومات و المنشورات موثوقة وذات مصداقية.
- إعداد صفحات فايسبوكية تقوم بنشر صور عن كل ما هو تراث والتعريف به لدى فئة الشباب باعتبارها الفئة الأكثر استخداما للفيسبوك مثلاً إعداد صفحة خاصة بالتراث المخطوط وأخرى للتحف الأثرية وأخرى للعادات والتقاليد والرقصات الشعبية والملابس التقليدية وغيرها... الخ.
- تحرير ونشر المقالات التراثية في الصحف والمجلات على أن تخصص كل صحيفة أو مجلة عموداً خاص لتعريف بتراثنا المختلف باختلاف المناطق والمتنوع بتنوع عاداتنا وتقاليدنا.
المعادلة الصعبة تكمن في التوفيق بين الموروث الشعبي وما يرمز له من قيم حضارية وثقافية، لا بد من التركيز عليه والاحتفاء به، وترسيخه، والعمل على تعليمه ونشره وتداوله والترويج له بكافة الوسائل المتاحة يسهم في الارتقاء به، والرفع من شأنه وتقريبه من النشء والشباب، ويربطهم بماضي الآباء والأجداد، وبين معارف العصر المعينة على مواكبة التغيرات العالمية والطفرات العلمية والمعرفية، والملاحظ يرى بأن هناك قطيعة مع الماضي والارتماء في أحضان العولمة دون وعي أو إدراك .
*خاتمة:
إن طبيعة علاقة الجيل الجديد بالتراث ترمز إلى قطيعة واضحة مع الماضي، وهذا يدعو للمراجعة والتقييم لردم هذه الفجوة العميقة، والتصدي لخطرها وأثرها في نفوس بناة المستقبل، لكي يسهموا إسهاماً فاعلاً في التعريف بتراث آبائهم وأجدادهم ونشره وتعليمه والاعتزاز به والاعتداد بالماضي الذي أنتجه، ذلك أن المحافظة على تراث الماضي لا تتوقف فقط على جهد المؤسسات الثقافية والتراثية، بل هي مسؤولية الجميع.