[color=#333333][font='lucida grande', tahoma, verdana, arial, sans-serif]يذكر المقريزى ان مكتبة القاهرة فى عهد الخليفة العزيز بالله المتوفى فى سنة 996 م قد اصدرت فهرسا باسماء الكتب التى تحويها فبلغ الفهرس وحدة ( اربعة واربعين كتابا ) وكانت كلها ميسرة للاطلاع او الاستعارة بدون رهن فكان يحق للقارىء ان يستعير كتبا تبلغ قيمتها فى حدود المائتى دينار بدون رهن ، ففى ذلك الوقت كانت نسبة الامية بين المسلمين تكاد تكون معدومة وكان تعلم القران كتابة وقراءة الزاميا .
ومن باب المقارنة باوروبا فى ذلك العصر كانت نسبة الامية فى اوروبا فى القرون التاسع والعاشر والحادى عشر والثانى عشر الميلادية اكثر من خمسة وتسعين فى المائة فكان اكثر الملوك والحكام وايضا الرهبان لا يكادون ( يفكون الخط ) بل اكثرهم لا يعرف ان يوقع باسمة.
ويذكر المستشرق ( ادم فتز ) فى كتابة ( الحضارة الاسلامية فى القرن الرابع الهجرى ) ان اوروبا كلها فى ذلك العصر لم يكن بها اكثر من عدد محدود من المكتبات التابعة للاديرة (16 ) فكان فى مكتبة دير البندكتين سنة 1032 م مائة كتاب فقط .. وفى خزانة مدينة بامبرج سنة 1130 م ستة وتسعون كتابا . ولا يعرف التاريخ امة اهتمت باقتناء الكتب والاعتزاز بها كما فعل المسلمون فى عصور نهضتهم وازدهارهم فقد كان فى كل بيت مكتبة وكانت الاسر الثرية تتباهى بما لديها من مخطوطات نادرة وثمينة لا بالقصور والضياع والاثاث[/font][/color]